تنوِّه أحدث الإرشادات الغذائية بوضوح إلى أنه ينبغي ألَّا يبدأ أحد في شرب الكحول أو زيادة معدَّل الشرب عن المعتاد على أساس الفوائد الصحية المحتمَلة. وفي الواقع، إن تجنُّب الكحول هو أفضل خيار لبعض الأشخاص؛ وذلك لأن الفوائد المحتمَلة لا تفوق المخاطر.
ومن ناحية أخرى، إذا كان معدَّل الشرب يتراوح ما بين قليل إلى معتدِل وصحتكَ جيدة، يُمكنكَ على الأرجح الاستمرار طالما تتحمَّل مسوؤلية ذلك.
وإذا بدا لكَ الأمر مُربِكًا، فذلك سببه أن الأدلة حول الفوائد الصحية المحتمَلة للكحول ليست قاطعة. إذ إن أي فوائد محتمَلة للكحول هي قليلة نسبيًّا، وقد لا تنطبق على جميع الأفراد.
وفيما يلي نظرة أعمق على الكحول وصحتك.
تحديد المعتدل
استخدام الكحول بشكل معتدل للبالغين الأصحاء يعني ما يصل إلى شراب واحد يوميًّا للنساء من جميع الأعمار والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وما يصل إلى شرابين يوميًّا للرجال بعمر 65 عامًا أو أقل.
أمثلة لمشروب واحد:
البيرة: 12 أونصة من السائل (355 ملليلتر)
النبيذ: 5 أونصة من السائل (148 ملليلتر)
المشروبات الروحية المقطرة (80 دليل): 1.5 أونصة من السائل (44 ملليلتر)
إيجابيات وسلبيات استخدام الكحول المعتدل
قد يقدم استهلاك الكحول المعتدل بعض الفوائد الصحية، مثل:
التقليل من خطر تفاقم المرض والوفاة بسبب مرض القلب
وربما يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (عندما تصبح الشرايين التي تمد الدماغ بالدم ضيقة أو مسدودة، مما يتسبب في انخفاض شديد في تدفق الدم)
تقليل خطر الإصابة بمرض السكري
على الرغم من أن تناول الكحول بشكل معتدل قد يكون مفيدًا للأفراد الذين لديهم عوامل خطر حالية لأمراض القلب، يمكنك اتخاذ خطوات أخرى لتحسين صحة القلب إلى جانب الشرب. على سبيل المثال، تناول نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني له فوائد صحية أكبر بكثير وقد تمت دراسته على نطاق واسع.
ضع في اعتبارك أن تعاطي الكحول المعتدل ليس خاليًا من المخاطر. على سبيل المثال، حتى الأشخاص الذين يشربون الخمر (الذين لا يتناولون أكثر من شراب واحد في اليوم) معرضون لخطر ضئيل، ولكنه حقيقي، متزايد للإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان المريء. والشرب والقيادة ليست فكرة جيدة أبدًا.
مخاطر الإفراط في تناول الكحول
في حين أن تناول الكحول باعتدال قد تكون له بعض الفوائد الصحية، فإن الشرب المفرط، ويشمل ذلك الشرب الثقيل، ليس له أي فوائد صحية.
ويُعرَف الشرب المفرط بأنه أكثر من ثلاث مرات في يوم واحد، أو أكثر من سبع مرات في الأسبوع للنساء والرجال ممن تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وأكثر من أربع مرات في يوم واحد أو أكثر من 14 مرة في الأسبوع للرجال البالغة أعمارهم 65 عامًا أو أقل.
يُعرَّف الشُّرب النَّهِم بأنه تناوُل أربع مرات أو أكثر خلال ساعتين للنساء، وخمس مرات أو أكثر خلال ساعتين للرجال.
يمكن للشرب المفرط أن يزيد خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، منها:
أنواع معينة من السرطان، ويشمل ذلك سرطان الثدي وسرطان الفم والحلق والمريء. بعض أنواع السرطان، ويشمل ذلك سرطان الثدي وسرطان الفم والحنجرة والمريء والكبد
التهاب البنكرياس
الوفاة المفاجئة إن كنت مصابًا بالفعل بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية
تلف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب الكحولي)؛ مما يؤدي إلى فشل القلب
السكتة الدماغية
ارتفاع ضغط الدم
أمراض الكبد
الانتحار
الإصابات الخطيرة عن طريق الخطأ أو الوفاة
تلف المخ وغير ذلك من المشكلات التي تصيب الأجنة
متلازمة انسحاب الكحول
متى تتجنب الكحول
في مواقف معينة، قد تزيد مخاطر الكحول على الفوائد الصحية المحتملة. على سبيل المثال، تشاور مع طبيبك حول تناوُل الكحوليات في حالة:
كنت حاملًا أو تسعين إلى الحمل
شخصت إصابتك بإدمان الكحول أو الإفراط في تناوُله أو لديك تاريخ عائلي قوي لإدمان الكحول
تعرضت لسكتة دماغية نزيفية (عندما تسرّب الأوعية الدموية في الدماغ أو تتمزق)
لديك مرض في الكبد أو البنكرياس
أنت مصاب بقصور قلبي أو أبلغتَ أن قلبك ضعيف
تتناوُل أدوية بوصفة طبية أو بدونها يمكن أن تتفاعل مع الكحول
تحديد موقفِك من الشُّرب.
إذا لم تكن من مُتعاطي الكحول، فلا تبدأ في تعاطيها طمعًا في منافعها الصحية. إلا أنك إذا شربتَ كمية مُعتدلة أو قليلة من الكحول وأنت بصحة جيدة، فبإمكانك الاستمرار في الشُّرب لأطول فترة تُريدها ما دُمتَ تفعل ذلك بحساب. راجع طبيبك لتعرِف الأفضل لصحتك وسلامتك.